('`.* منتدي نورالإسلام *.'´) :* الأستاذ/عمروإبراهيم *
مرحباً بِكَ زائِرُنَا العزيز نَرجُو إفادَتُكَ بِأنَكَ غير مسجلٍ لدينا..- ((يشرفُنَا تسجيلك)) -... مع تمنياتي بقضاء أمتع وأسعد الأوقات جعلها الله في ميزان حسناتنا جميعا .{مدير المنتدي :أ/عمرو}.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

('`.* منتدي نورالإسلام *.'´) :* الأستاذ/عمروإبراهيم *
مرحباً بِكَ زائِرُنَا العزيز نَرجُو إفادَتُكَ بِأنَكَ غير مسجلٍ لدينا..- ((يشرفُنَا تسجيلك)) -... مع تمنياتي بقضاء أمتع وأسعد الأوقات جعلها الله في ميزان حسناتنا جميعا .{مدير المنتدي :أ/عمرو}.
('`.* منتدي نورالإسلام *.'´) :* الأستاذ/عمروإبراهيم *
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مواضيع مماثلة
    مدير المنتدي

    أ/عمرو ... مدرس لغة عربية ودراسات اسلامية.

    (صفحتناعلي الفيس بوك)
    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     


    Rechercher بحث متقدم

    المواضيع الأخيرة
    » أهمية الذكر وفضله
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 29, 2012 3:03 pm من طرف Admin

    » فوائد تربوية وإيمانية ودعوية من تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 29, 2012 2:45 pm من طرف Admin

    » معني "حسبنا الله ونعم الوكيل"
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الجمعة يونيو 15, 2012 4:34 pm من طرف Admin

    » معظم محاضرات الدكتور ابراهيم الدويش بجودة عالية وروابط مباشرة
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الجمعة يونيو 08, 2012 3:23 am من طرف Admin

    » دموع علي استار الكعبة .. مشاري
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الأربعاء مايو 23, 2012 4:30 pm من طرف Admin

    » كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلَوات؟
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الإثنين مايو 21, 2012 1:08 pm من طرف Admin

    » كان يدعو الله ألا يقع في المعصية ثم وقع فيها ، فأصابه الجزع
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الإثنين مايو 21, 2012 1:03 pm من طرف Admin

    » الجمع بين حديثي ( لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات ) و ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الإثنين مايو 21, 2012 12:57 pm من طرف Admin

    » يحافظ على الطاعات ولكنه يقع في معصية خطيرة
    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Icon_minitime1الإثنين مايو 21, 2012 12:21 pm من طرف Admin

    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

     

    قم بحفض و مشاطرة الرابط نــــور الاســـــلام على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط ('`.* منتدي نورالإسلام *.'´) :* الأستاذ/عمروإبراهيم * على موقع حفض الصفحات

    face book..mr/amr

    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة

    اذهب الى الأسفل

    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة Empty رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة

    مُساهمة من طرف Admin الخميس يونيو 16, 2011 1:26 pm

    رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
    المقرئ : أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...

    أما بعد ....
    فقد كثر الكلام منذ فترة عن الطريقة الصحيحة في أداء الإخفاء في الميم الساكنة إذا وليها باء أو النون عند القلب حتى وصل الأمر إلى أنهم بدعوا من قرأ بفرجة الشفتين ، فأردت أن أوضح لإخواني ما أخفى عليهم بطريقة سهلة واقعية دون تعصب لشيخ أو قطر من الأقطار حيث إننا قرأنا ونقرئ في مصر بوجه الإخفاء مع الفرجة وعليه أغلب القراء في مصر، وقد وجدت معظم الذين قرءوا على الشيخ (الزيات) أيضا يقرؤون بهذه الفرجة، ولذلك شرعت في توضيح الأمر لإخواني عسى الله أن يهدينا إلى الحق ، وقبل الشروع في كيفية الإخفاء أبين أحكام الميم الساكنة باختصار ثم أتطرق إلى موضوع الإخفاء وكيفية أدائه. وقد سمميت هذه الرسالة
    "رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة "
    الميم الساكنة :
    إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
    للميم الساكنة أحكام ثلاثة : الإدغام – الإخفاء – الإظهار
    الإدغام :
    تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل ( الم – المص – المر ) أو في كلمتين مثل ( كم من فئة –لكم ما كسبتم )
    الإخفاء :
    تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل ( ءامنتم به – ترميهم بحجارة )
    وسيأتي التفصيل فيه بإذن الله.

    الإظهار:
    تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف )
    والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا .

    هذه أحكام الميم الساكنة باختصار.

    وحديثنا سيكون على حكم الإخفاء ويندرج معه حكم القلب في النون الساكنة إذا وليها باء، لأنه لا فرق بين ( أن بورك – وماهم بمؤمنين ) لأن طريقة أدائهما واحدة.

    ولكن إذا تحدثنا عن حكم الإخفاء بالنسبة للميم الساكنة ، فقد اختلف أهل الأداء بالنسبة لحكمها.
    منهم من قال بالإظهار المحض أي – بإظهار الميم بدون غنة – وهذا ما عليه عامة العراقيين وحكى بعضهم الإجماع عليه كما نقل ابن الجزرى ومنهم من أخفي الميم عند الباء مع الغنة ، والوجهان صحيحان مقروء بهما كما قال ابن الجزرى ثم رجح الإخفاء وقال إنه الأولى ..........وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى .. باء على المختار من أهل الأدا

    فإذا تحدثنا عن كيفية الإخفاء ، هل بإطباق الشفتين دون فرجة أم بإطباق الشفتين مع فرجة بسيطة ؟
    فإذا أردنا التحدث في هذا الموضوع فيجب علينا أولاً أن نعرف الإخفاء من جهة اللغة الستر

    ومن جهة الاصطلاح:
    قال أبو عمرو الداني في كتاب التيسير – عند حديثه عن أحكام النون الساكنة والتنوين صــ44 " والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام وهو عار من التشديد فاعلمه وبالله التوفيق أ. هـ.

    قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني (.......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء) .

    قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال:الفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم ، أن المخفي مخفف ، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.
    قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.

    ولهذا يقال : أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.
    والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت : إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ
    وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء "........... وفى الاصطلاح : هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين ، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ.هـ
    وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر ، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم .

    وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا ، نتكلم عن طريقة الإخفاء.
    أقول : إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين ، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق ( الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة ) فى مثل (أمّن ) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام ، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون ( كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة ) فكيف إذا ؟!!

    وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم : إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع ، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه ،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال :
    والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا

    والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم ، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة .

    وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما

    فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب ، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة ، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة

    ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ.هـ بتصرف

    فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.
    وأما بخصوص الشيخ (عامر ) فقد أخبرني الدكتور (عوض ) وكان ملازما للشيخ (عامر ) إن الشيخ عامر أخبره بأن قراء مصر اجتمعوا وناقشوا موضوع الإخفاء وتبين لهم أن هذا النطق بضم الشفتين بدون فرجة لا ينطبق عليه تعريف الإخفاء حيث إن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام وأما بضم الشفتين بدون فرجة فهي ميم صريحة ولكن زيدت فيها الغنة

    أقول : وأضرب لك مثلا عندما تنطق بكلمة فيها إخفاء مثل كلمة (عند) بنون مظهرة مصاحبة للغنة ، ثم انطقها مرة أخرى بالإخفاء لعلمت الفرق بين النطقين فالإخفاء يخالف في النطق الغنة بنون مظهرة وكذلك إخفاء الميم .

    وإخواننا ينطقون الميم المخفاة صريحة بانطباق الشفتين كالميم المظهرة ، ويطلقون عليها لفظة الإخفاء ، أي إخفاء في هذا ؟! أم هي إطلاق مصطلحات دون معرفة دلالات الألفاظ ؟ وأعود لكلام الدكتور (عوض ) قال له الشيخ عامر : ( إنهم أجمعوا على النطق بهذا الإخفاء – بالفرجة – ولذلك رجع الشيخ الزيات والسمنودى وغيرهم وكان الشيخ الضباع حيا وقتها وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي وأجمعوا على القراءة – بفرجة الشفتين – أليس لهذا الإجماع اعتبار ؟!

    وخاصة أنه إجماع قراء مصر . والأسانيد الموجودة تصب عند شيخ مصري وهو الشيخ العبيدى ، وكذلك فضل الشيخ عامر الشيخ الزيات الشيخ الضباع الشيخ السمنودى والشيخ عبد الحكيم خاطر والشيخ عبد الفتاح المر صفى وغيرهم معروف ممن قرءوا – بالفرجة – الشيخ عبد العزيز عيون السود – والشيخ الغول وغيرهم من غير المصريين ، ولا أعلم بلدا يزخر بعدد وافر من القراء كمصر ولهم فضل على قراء العالم ، أي إن إجماعهم ليس بالشيء الهين ، وخاصة أنها موافقة للنصوص التي تعرف الإخفاء .
    وقد يقول قائل : إذا كانت القراءة – بعدم الفرجة – فلم عدلوا إلى الفرجة ؟
    أقول : إن الإمام ابن الجزرى كان يقول " بترقيق الألف مطلقا ثم تبين له بأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا " فقد عدل الإمام ابن الجزرى عن ما كان يقرأ به وانظر فيما قاله " وقد تبين لي بعد ذلك " وهذا ما تبين لقراء مصر في الإخفاء أي بالفرجة بعدما كانوا يقرءون بغير فرجة .
    وهذا رد على الشيخ كريم راجح عندما قال " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " فهذا إمام الفن ابن الجزرى عدل عن قراءته ، فإن قلنا كيف له أن يرجع عن قراءة قرأها ؟
    وكيف قرأها على شيخه ؟ أم كان يقولها من جهة نظرية دون تطبيق ؟ وهذا ابن الجزرى بمفرده ، فما قولك في إجماع قراء مصر ؟! والشيخ كريم راجح لم يبين لنا الإخفاء فيمن قرأ بدون فرجة ، ولم أسمع أحدا أجاب على القول بأنا إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء ؟ إلا الشيخ أيمن السويد – حفظه الله – وليته ما فعل لأنه قال كلاما لا أظن أنه سبق بهذا التوجيه وإليك كلامه:

    قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك – : أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
    " إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى .
    وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة ، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.

    ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال "... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا ، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة ، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي : نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء ، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ.هـ

    هذا ما نقل عنه ، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.

    كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء ؟ ! ، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين ؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء !!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا !!

    إن هذا ليس إخفاء ، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء ، لأن الحركات جزء من حروف المد ، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم ، نحن لا نقول بزوال الميم ولكن بتبعيض مخرجها وما أقوله لك ليس من تلقاء نفسى , لقد فسر المرعشى هذا النص فقال " والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لا تأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ.هـ.
    فلا يقول بزوال الميم ولكن بتبعيض المخرج , وقوله " بتقليل الاعتماد على مخرجه " وهو ما نعنيه بالفرجة , إذ إن إطباق الشفتين والتلاصق من غير كز لا يخرج الميم من كونه بملامسة الشفتين فلا يوجد فيها تبعيض , وهذا ظاهر.
    وأمام قول المرعشي وقف أصحاب الإطباق حائرين : أجاب بعضهم فقالوا هذا يدل علي عدم الكز " ولفساد هذا القول إليك نص ممن يقول بالإطباق وهو د غانم قدوري قال بعد نص المرعشي السابق :" ولا يبدوا الفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق ، مع تقديرنا لدقة تحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه : إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليل الاعتماد علي مخرجها ، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطق الميم ساكنة قبل الباء ، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ....." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ393
    فكما تري وقف حائرا لأن النص واضح في تبعيض المخرج وهو ما نسميه بالفرجة ، ولم يتعسف مثل البعض في تأويل النص .
    .

    , أقول إن لفظة إطباق فى مسألتنا خرجت عن أصلها بكلمة " إخفاء " فقد عرفت الإخفاء بأنه منزلة بين الإظهار والإدغام , ونحن نقول إطباقكم للشفتين هى شبيهة بميم مظهرة مصاحبة للغنة حيث يتحدا فى إنطباق الشفتين فلا فرق لمن أمعن النظر . وأنتم تضعون لفظة " بدون كز " وهذا ما تسمونه بأنه عمل بين الإظهار والإدغام , أقول : إن معانى الكز فى اللغة تدور حول " اليبس والقبض " ارجع إلى معاجم اللغة والتعريف الذى يخص الشفتين ينافى ما تذهبون إليه , قال فى المعجم الوجيز : " التكزز " إنطباق الفكين بتقلص العضلة الماضغة فيمتنع فتح الفم . أ.هـ. فإذا كان الكز يعنى امتناع فتح الفم , فنحن متفقون على الفرجة إذن.
    ولكنكم لا تقصدون " بالكز " ما هو موجود فى اللغة بالطبع وسنقول إن نيتكم عدم الضغط على الشفتين , , تعال معى ننظر إلى قول المرعشى " هذا كإخفاء الحركة فى تأمنا " فهذا يعنى عدم كمال مخرج الميم كعدم كمال حركة النون فى " تأمنا " , فكيف يكون هناك إلصاق للشفتين بأى درجة كانت ثم تقولون : هذا معنى عدم كمال المخرج فهذا الكلام يشعر بلى عنق الأدلة فالكلام ظاهر لا يحتاج إلى توضيح ,
    ما معنى تبعيض المخرج كتبعيض الحركة فى لا تأمنا فإن قلنا بإطباق الشفتين بدون " كزكم " فمن نظر إلى شفة من يقول بقولكم فلا يرى تبعيضاً فالشفتين مغلقتان تماماً وهذا ظاهر , وإن قلنا بفرجة بسيطة فهذا تبعيض للمخرج وهو الموافق لقول المرعشى , وقولنا أقرب إلى قول المرعشى وهذا واضح بأقل تأمل . ونحن لا نقول بزواله ولكن بتبعيضه وهذا يدل على عدم إلصاق الشفتين

    وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة ، فما بالك بمن هو دونه ؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم ، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث ، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى ، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد ، لأن حفصا ثم عاصما ، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم ) فتجد في كل طبقة رجلا واحدا

    ولكن انتشار قراءة القارئ وأخذ الناس بها في قطر من الأقطار كان ذلك تواترا، ففي المدينة كانت قراءة نافع وأبى جعفر ، وفى مكة ابن كثير وفى الشام ابن عامر وفى البصرة أبو عمرو ويعقوب ، وفى الكوفة عاصم وحمزة والكسائى وخلف العاشر ، فهل يعقل أنه لم يكن في هذه البلاد سوى هؤلاء؟ بالطبع لا ، كان يوجد الكثير من القراء ولكن قراءتهم لم يكتب لها الذيوع والانتشار ، وهذا الوجه لا ينكر أحد انتشاره ، وقبول كثير من القراء له أمثال الشيخ الزيات والسمنودى وعبد الحكيم عبد اللطيف وعبد الحكيم عبد السلام خاطر والشيخ محمد أحمد معبد والشيخ أحمد أحمد سعيد والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمد شحاذة الغول والشيخ عبد العزيز عيون السود والشيخ سيد لاشين والحذيفى
    وجميع من قرءوا على الشيخ عامر إلا الشيخ أيمن سويد ، والقراء في مصر يقرءون بالفرجة بنسبة تزيد على أكثر من تسعين في المائة أليس قبول أمثال هؤلاء يعد انتشارا للقراءة بهذا الوجه؟ وقد أطلت في ذكر الأسماء مع تركي للكثير والكثير من أهل العلم الذي يقرءون بهذا الوجه والكثير منهم لم يقرءوا على الشيخ عامر ولا على تلامذته فإن أخطأ هذا الجمع من القراء فمن المصيب إذا ؟ والخلاصة إن القراءة بوجه الفرجة جائزة كما أثبت لك والذين يحتجون بكلام الأقدمين لا يتعرضون لتعريف الإخفاء وكيفتها مع عدم الفرجة لأنه يعلم أنه إذا دخل في هذا الموضوع لن يخرج ، ولقال كلاما لم يسبق إليه.
    ولكننا أثبتنا هذه القراءة لأنها بالمشافهة في بعض الأقطار ..


    وليس الاختلاف في مثل هذه الموضوعات يؤدى إلى البدعة وإليك أقوال الأئمة:

    قال فى تقريب النشر : أما من قال بتواتر الفرش دون الأصول فابن الحاجب قال فى مختصر الأصول له : القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد و الإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه .أهــ
    فزعم أن المد والآمالة وما أشبه ذلك من الأصول كالإدغام وغيره من قبيل الأداء وأنه غير متواتر وهذ قول غير صحيح كما سنبينه ثم أخذ يعلق على ابن الحاجب


    قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا . ج 2 ص271

    وقال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى التقريب ،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى . أ. هــ



    التعليق
    أليست الفرجة ممن هو من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذي ليس متواترا أليس هذا كلام الأئمة المتقدمين
    فى أصول الخلاف
    وهل يعقل أن يبدع المشايخ بمجرد الخلاف فى مثل هذا الاختلاف الذى هو معتبر عند المتقدمين فيا من تتحججون بأن المتقدمين لم يذكروا الفرجة ماذا تقولون فى هذا ؟
    أما مسالة القياس , قال مكى فى التبصرة " فجميع ما ذكرت فى هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص فى الكتب موجود , وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود فى الكتب , وقسم لم أقرأ به ولا وجدته فى الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية فى النقل والنص وهو الأقل " أ.هـ. نقلاً عن النشر
    أقول لهم : إنه لايغير اللفظ والمعنى مثل الإمالة ... وماسبق
    فلا فرق فتغير الصوتين مما لايغيران اللفظ والمعنى أليست الإمالة والروم وغيرها أصواتا زائدة ؟ فمن قال بخلاف ذلك فهو يستخف بعقول البسطاء أو لايعرف معنى هذه الأشياء . ثم إن الفرجة موافقة للنصوص ولم تخرج عنها وإلا فلماذا لم يأت الشيوخ بنص واحد يفيدنا بعدم الضغط من دون شرح أو فلسفة هل من مجيب .........؟ قد تبين عجز سائر الشيوخ أن يجدوا النص بدون شرح . فإن أتوا بنصوص الإطباق ، سألناهم أين عدم الكز الذى تقولون به ؟أجابوك ألا تفهم ياشيخ فالنص واضح ....وهكذا تدور فى حلقة لاتقف
    ومسألة الشيخ عامر أغرب ، قالوا الضباع والقاضى والزيات والسمنودى وغيرهم تأثروا بقول عامر ـ سبحان الله ـ هل هؤلاء العلماء ليس عندهم من العلم ما يستطيعون أن يميزوا بين النصوص والقراءات قامت على أكتافهم والضباع والسمنودى قرءا بالأربعة الشواذ ، والزيات من هو ألا يستطيعون أن يميزوا بين النصوص
    وإذا كان قراء مصر اتباعا للشيخ عامر بدون دليل لماذا لم يأخذوا بقوله في مسالة الضاد الظائية التي يقول بها الشيخ عامر ؟؟،فدل أن المسألة فيها شىء آخر
    وهذه فتوي من موقع إسلام واي:

    السؤال
    سألت من قبل عن كيفية الإقلاب والإخفاء الشفوي هل بالفرجة أم بالإطباق فأجبتم بالفرجة وهو ما اختاره ابن الجزري فأرجو الدليل على ذلك أو نص قول ابن الجزري وذكر الأدلة على ذلك بالتفصيل؟
    فتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فمسألة إطباق الشفتين أو جعل فرجة بينهما عند النطق بالنون إذا جاء بعدها الباء وكذا في الإخفاء الشفوي عند النطق بالميم إذا جاء بعدها الباء مسألة خلافية بين القراء المتأخرين .
    فلعل الأخ الذي أجاب عن الفتوى السابقة عندما قال بوجود فرجة ونسب هذا إلى ابن الجزري رحمه الله تعالى، فهم هذا من خلال تعريف ابن الجزري رحمه الله تعالى للإخفاء ، فالقراء ومنهم الإمام ابن الجزري يقولون في تعريف الإقلاب هو قلب النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة ... الخ .
    والحكم بكونها مخفاة يقتضي أن تبقى فرجة بين الشفتين ، لأن إطباقهما يجعل الميم مظهرة لا مخفاة ، وسنورد كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى من التمهيد والنشر، ولكن قبل ذلك نقول إننا لم نجد من كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى تصريحا بانطباق الشفتين ولا بجعل فرجة بينهما ، ووجد من كلام بعض الأئمة المتقدمين تصريح بانطباقهما، وتعارضت أقوال بعض القراء المعاصرين في ما هو الذي تلقوه عن مشايخهم ، وسنورد أيضا بعض النقول عن المتقدمين وبعض كلام المعاصرين لتتضح المسألة .
    قال ابن الجزري في التمهيد : القسم الرابع: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو أن بورك ، أنبئهم ، جدد بيض، والغنة ظاهرة في هذا القسم.
    وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء . انتهى كلامه .
    وكلامه هنا عن النون التي جاء بعدها الباء .
    وقال عند كلامه عن الميم التي جاء بعدها الباء : وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: ( الداني . وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال) أحمد بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي . وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله . ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً. انتهى كلامه
    وقال ابن الجزري في النشر : وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك، وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم، ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء. والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني. وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.
    وقال في النشر في خاتمة كلامه عن الإخفاء : واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام. قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده، قال والفرق عند القراء والنحويين بين المخفى والمدغم أن المخفى مخفف والمدغم مشدد انتهى والله أعلم.
    فاختيار ابن الجزري هو الإخفاء حيث قال : وبالإخفاء أقول . وفهم من اختياره للإخفاء أن تبقى فرجة صغيرة تسمح بمرور الهواء ، لأن إطباق الشفتين يؤدي إلى عدم ظهور الإخفاء ، ولكن هذا الذي فهم يشكل عليه بعض النصوص الواردة في كتب القراء من ذلك :
    قول ابن غلبون رحمه الله تعالى وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية المتوفى سنة 399هـ في كتابة التذكرة في القراءات : وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة ، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما اهـ
    وقال الإمام أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التحديد في علم التجويد قال:
    فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ..الخ
    ثم ذكر القول الثاني الذي هو الإظهار ثم قال : وبالأول أقول .
    وجاء في كتاب نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله نقلا عن الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ في شرح تحفة الأطفال قوله – أي المرعشي -: والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
    وهذا كإخفاء الحركة في قوله : "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
    وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
    فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.
    ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا. اهـ
    ولبعض المعاصرين كلام في إثبات الإطباق ونفي الفرجة ، وللبعض الآخر كلام بخلاف ذلك ، ولبعضهم كلام في جواز هذا وذاك بحسب ما تلقى القارئ .
    فممن ذهب إلى الإطباق جمع ذكرهم الأخ فرغلي سيد عرباوي في بحث له منشور في ملتقى أهل التفسير نقلا عن مقال للشيخ مهيب قال : وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق. وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية ، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات ، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة ، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي : بالإطباق ، فسألته : وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق ، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه ؟ فأجاب رحمه الله : لا .
    ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع- ، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات ، والشيخ/ عامر السيد عثمان ، والشيخ السمنودي ، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم ، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلق، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ .
    وأورد فرغلي نقلا عن الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني ( صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ) قوله : وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنهم قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين .
    وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبوالحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش ( ت 540هـ ) حيث قال : وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحفرين إطباقاً واحداً. انتهى المراد
    وذكر صاحب البحث هذا القول أعني الإطباق عن الحصري ومحمود على البنا والشعشاعي ومحمد رفعت بل وعن الشيخ عامر عثمان، فقد قال الباحث : ذكر لنا بعض الشيوخ أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين .. اهـ إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره. انتهى المراد
    وقال تحت عنوان : ( أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة )

    جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك .انتهى
    فقد عزا الباحث القول بالفرجة إلى الشيخ عامر عثمان ثم انتشر من طريقه من خلال طلابه .
    وممن يرى ترك فرجة يسيرة بين الشفتين جمع ذكرهم الشيخ جمال بن إبراهيم القرشي في كتابه زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين، وذكرأن من صور اللحن في الإقلاب عدم إبقاء فرجة بين الشفتين عند الإخفاء الشفوي، ثم نقل كلام عدد من العلماء المعاصرين المحققين في فن القراءات فقال:
    سادساً: من صور لحون أحكام الميم الساكنة:
    1- إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي تماماً: اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جداً، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
    - حدثني فضيلة الشيخ العلامة أحمد الزيات قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقى فرجة.
    - حدثني فضيلة الشيخ رزق خليل حبه: الانفراج أولى، لأننا لما نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهر، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيف بين الشفتين، ليس مُبالغا فيه حتى لا تضيع صفة الحرف.
    - حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القاري قال: الذي قرأت به على مشايخي أنه لا يكون هناك انطباق تام من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
    - حدثني فضيلة الشيخ علي الحذيفي قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجة في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
    - حدثني فضيلة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: ينبغي أن تخفى الميم الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقاً كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوباً به غنة، وما في التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
    - حدثني فضيلة الشيخ محمد أبو رواش قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تترك فرجة بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
    - حدثني فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلا بد من فرجة بسيطة جداً بين الشفتين.
    - حدثني فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري قال: أذكر أن من المشايخ من يشدد في هذا { قُلُوبُهُم بِذِكْرِ} ومنهم من يقول يخرج نفس خفيف جداً، أذكر أن الشيخ عبد الحكيم بن عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مقرأة الأزهر، كان يقول يخرج نفس خفيف جداً جداً لا يصل إلى حد الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشيخ إبراهيم الأخضر أيضاً نفسُ الشيء، لا هو إطباق شديد، ولا هو يفتحُ فتحاً شديداً.
    - حدثني فضيلة الشيخ رشاد السيسي: الإخفاء الشفوي عند النطق به ألا يكز الشفتين لا بد أن يوجد فرجة بين الشفتين.
    - حدثني فضيلة الشيخ أحمد مصطفى قال: الأولى بقاء فرجة.
    - حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تبقى فرجة خفيفة جداً بدون مبالغة.
    - حدثني فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أن الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جداً بين الشفتين. انتهى
    والله أعلم

    وهذه فتوي أخري:
    المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

    سألت من قبل عن كيفية الإقلاب والإخفاء الشفوي هل بالفرجة أم بالإطباق فأجبتم بالفرجة وهو ما اختاره ابن الجزري فأرجو الدليل على ذلك أو نص قول ابن الجزري وذكر الأدلة على ذلك بالتفصيل؟
    فتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فمسألة إطباق الشفتين أو جعل فرجة بينهما عند النطق بالنون إذا جاء بعدها الباء وكذا في الإخفاء الشفوي عند النطق بالميم إذا جاء بعدها الباء مسألة خلافية بين القراء المتأخرين .
    فلعل الأخ الذي أجاب عن الفتوى السابقة عندما قال بوجود فرجة ونسب هذا إلى ابن الجزري رحمه الله تعالى، فهم هذا من خلال تعريف ابن الجزري رحمه الله تعالى للإخفاء ، فالقراء ومنهم الإمام ابن الجزري يقولون في تعريف الإقلاب هو قلب النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة ... الخ .
    والحكم بكونها مخفاة يقتضي أن تبقى فرجة بين الشفتين ، لأن إطباقهما يجعل الميم مظهرة لا مخفاة ، وسنورد كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى من التمهيد والنشر، ولكن قبل ذلك نقول إننا لم نجد من كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى تصريحا بانطباق الشفتين ولا بجعل فرجة بينهما ، ووجد من كلام بعض الأئمة المتقدمين تصريح بانطباقهما، وتعارضت أقوال بعض القراء المعاصرين في ما هو الذي تلقوه عن مشايخهم ، وسنورد أيضا بعض النقول عن المتقدمين وبعض كلام المعاصرين لتتضح المسألة .
    قال ابن الجزري في التمهيد : القسم الرابع: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو أن بورك ، أنبئهم ، جدد بيض، والغنة ظاهرة في هذا القسم.
    وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء . انتهى كلامه .
    وكلامه هنا عن النون التي جاء بعدها الباء .
    وقال عند كلامه عن الميم التي جاء بعدها الباء : وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: ( الداني . وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال) أحمد بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي . وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله . ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً. انتهى كلامه
    وقال ابن الجزري في النشر : وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك، وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم، ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء. والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني. وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.
    وقال في النشر في خاتمة كلامه عن الإخفاء : واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام. قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده، قال والفرق عند القراء والنحويين بين المخفى والمدغم أن المخفى مخفف والمدغم مشدد انتهى والله أعلم.
    فاختيار ابن الجزري هو الإخفاء حيث قال : وبالإخفاء أقول . وفهم من اختياره للإخفاء أن تبقى فرجة صغيرة تسمح بمرور الهواء ، لأن إطباق الشفتين يؤدي إلى عدم ظهور الإخفاء ، ولكن هذا الذي فهم يشكل عليه بعض النصوص الواردة في كتب القراء من ذلك :
    قول ابن غلبون رحمه الله تعالى وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية المتوفى سنة 399هـ في كتابة التذكرة في القراءات : وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة ، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما اهـ
    وقال الإمام أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التحديد في علم التجويد قال:
    فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ..الخ
    ثم ذكر القول الثاني الذي هو الإظهار ثم قال : وبالأول أقول .
    وجاء في كتاب نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله نقلا عن الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ في شرح تحفة الأطفال قوله – أي المرعشي -: والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
    وهذا كإخفاء الحركة في قوله : "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
    وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
    فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.
    ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا. اهـ
    ولبعض المعاصرين كلام في إثبات الإطباق ونفي الفرجة ، وللبعض الآخر كلام بخلاف ذلك ، ولبعضهم كلام في جواز هذا وذاك بحسب ما تلقى القارئ .
    فممن ذهب إلى الإطباق جمع ذكرهم الأخ فرغلي سيد عرباوي في بحث له منشور في ملتقى أهل التفسير نقلا عن مقال للشيخ مهيب قال : وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق. وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية ، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات ، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة ، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي : بالإطباق ، فسألته : وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق ، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه ؟ فأجاب رحمه الله : لا .
    ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع- ، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات ، والشيخ/ عامر السيد عثمان ، والشيخ السمنودي ، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم ، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلق، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ .
    وأورد فرغلي نقلا عن الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني ( صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ) قوله : وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنهم قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين .
    وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبوالحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش ( ت 540هـ ) حيث قال : وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحفرين إطباقاً واحداً. انتهى المراد
    وذكر صاحب البحث هذا القول أعني الإطباق عن الحصري ومحمود على البنا والشعشاعي ومحمد رفعت بل وعن الشيخ عامر عثمان، فقد قال الباحث : ذكر لنا بعض الشيوخ أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين .. اهـ إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره. انتهى المراد
    وقال تحت عنوان : ( أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة )

    جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك .انتهى
    فقد عزا الباحث القول بالفرجة إلى الشيخ عامر عثمان ثم انتشر من طريقه من خلال طلابه .
    وممن يرى ترك فرجة يسيرة بين الشفتين جمع ذكرهم الشيخ جمال بن إبراهيم القرشي في كتابه زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين، وذكرأن من صور اللحن في الإقلاب عدم إبقاء فرجة بين الشفتين عند الإخفاء الشفوي، ثم نقل كلام عدد من العلماء المعاصرين المحققين في فن القراءات فقال:
    سادساً: من صور لحون أحكام الميم الساكنة:
    1- إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي تماماً: اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جداً، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
    - حدثني فضيلة الشيخ العلامة أحمد الزيات قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقى فرجة.
    - حدثني فضيلة الشيخ رزق خليل حبه: الانفراج أولى، لأننا لما نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهر، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيف بين الشفتين، ليس مُبالغا فيه حتى لا تضيع صفة الحرف.
    - حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القاري قال: الذي قرأت به على مشايخي أنه لا يكون هناك انطباق تام من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
    - حدثني فضيلة الشيخ علي الحذيفي قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجة في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
    - حدثني فضيلة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: ينبغي أن تخفى الميم الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقاً كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوباً به غنة، وما في التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
    - حدثني فضيلة الشيخ محمد أبو رواش قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تترك فرجة بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
    - حدثني فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلا بد من فرجة بسيطة جداً بين الشفتين.
    - حدثني فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري قال: أذكر أن من المشايخ من يشدد في هذا { قُلُوبُهُم بِذِكْرِ} ومنهم من يقول يخرج نفس خفيف جداً، أذكر أن الشيخ عبد الحكيم بن عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مقرأة الأزهر، كان يقول يخرج نفس خفيف جداً جداً لا يصل إلى حد الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشيخ إبراهيم الأخضر أيضاً نفسُ الشيء، لا هو إطباق شديد، ولا هو يفتحُ فتحاً شديداً.
    - حدثني فضيلة الشيخ رشاد السيسي: الإخفاء الشفوي عند النطق به ألا يكز الشفتين لا بد أن يوجد فرجة بين الشفتين.
    - حدثني فضيلة الشيخ أحمد مصطفى قال: الأولى بقاء فرجة.
    - حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تبقى فرجة خفيفة جداً بدون مبالغة.
    - حدثني فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أن الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جداً بين الشفتين. انتهى
    والله أعلم


    المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منقول من موقع فرسان السنة
    Admin
    Admin
    Admin

    أعزائي زوار وأعضاء المنتدي: : تذكر ان الله تعالي مطلع علينا.. لا تبخل علي إخوانك بالدعاء
    أحبابي في الله >>>>>>>>> : أرجومن الله أن ينفعنا وينفع بنا ويهدينا إلي صراطه المستقيم......أخوكم مدير المنتدي..أ-عمرو

    عدد المساهمات : 599
    تاريخ التسجيل : 16/07/2008
    العمر : 38

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى